Skip to content Skip to footer

في الجودة : ركز على هذه العناصر (1)

فهد بن سعيد الحارثي

خلال أكثر من (16) عاما ً من العمل والممارسة المهنية تعلمت الكثير واطلعت على صعوبات تطبيق أنظمة الجودة وواقع تطبيقها في مؤسسات القطاع العام ، بل وعملت على إعداد دراستين حول أثر المواصفات وانعكاساتها على الأداء المؤسسي وكفاءة العمليات ، وجميع تلك الدراسات قادتني الى ذات النتيجة ، وما هي الصعوبات الحقيقية في تطبيق أنظمة الجودة؟ بل لا يعدوا تطبيق تلك المواصفات إلا تطبيق شكلي فقط دون تحقيق نتائج حقيقية فأين الخلل اذا؟

سوف أستعرض في هذا المقال مجموعة من النصائح التي تهدف الى إبراز بعض عوامل النجاح في مجال الجودة للمهنيين والمهتمين بالمجال خاصة ما قبل تنفيذ وتطبيق أنظمة الجودة، وخلال سنوات العمل والتخصص والممارسة وثقت العديد من الحالات والأخطاء والممارسات في تطبيق الجودة، لذلك كان لابد من وضع هذه الاضاءات كعنصر مشترك للنجاح وهي كالأتي :

اولا : ” الجودة تعني أن تؤديها على وجهها الصحيح حين لا يراقبك او يراك أحد.“: ثقافة الجودة هي الأساس الذي يجب ان تسعى له المؤسسات قبل الشروع في تطبيق المواصفات بحد ذاتها عبر إتباع منهجية إدارة التغيير المناسبة ، وحتى تبني المؤسسة ثقافة الجودة بشكل ملائم فهي تحتاج لعناصر أساسية منها:

  • عنصر بشري متمكّن ومدرك للجودة كمفهوم وتطبيق.
  • سياسات وعمليات إجراءات منظمة لعمل الجودة.
  • قيم موحدة توجه سلوك العاملين بالمؤسسة.
  •  قيادة ملهمة تركز على متطلبات الجودة.
  • تحفيز الرقابة الذاتية.
  •  حوكمة فاعلة.

ثانيا : ثلاث عقليات ستكون عقبة اما بناء ثقافة الجودة بالمؤسسة :

  1. عقلية المطالب [ مهتم بالترقيات ، العلاوات ، الراتب ]
  2. عقلية اللامبالاة [ من ينتظر ان ينفذ له كل شي دون جهد ]
  3. عقلية المقلد [ الغارق في الروتين ولا يرغب بالتغيير ]

والحل هنا يكمن في ثلاثة أيضاً وهي ( أولاً من خلال وضوح السياسات والإجراءات والحقوق والواجبات ،ثم الإتقان ولا شي يقتل الإبداع مثل الروتين وعدم التغيير واخيراً تحديد المسؤوليات والصلاحيات بشكل واضح )

ثالثا : الجودة والبيروقراطية :أحد الاعتقادات السائدة هي أن الجودة تزيد من البيروقراطية وغالبا ينعكس ذلك في كثرة التوثيق المطلوب وهذا الامر غير صحيح متى ما صمّم نظام ادارة الجودة بشكل مناسب وفعال مع محاولة تجنب الأتي :

  1. إبراز نظام الجودة كنظام توثيق فقط من خلال توثيق العمليات ثم الإجراءات ثم توثيق الصلاحيات والمسؤوليات ولكن دون إبراز أسباب هذا التوثيق والغرض منه للمتأثرين بالتغيير .
  2. عدم الاستفادة من التحول الرقمي وضغط النظام بالكثير من النماذج والمتطلبات والتقارير .
  3. عدم التكامل مع الدوائر الأخرى (التدقيق الداخلي، المخاطر..) ما يحدث نوع من تكرار وإزدواجية العمل والمتطلبات ما يسبب عبء للموظفين ويدفعهم لمقاومة متطلبات النظام وعدم الإيمان به .
  4. الجودة تستفيد من التوثيق في تحسين الأداء والعمليات وأي سجل او اجراء او مستند لا يحقق هذا الهدف فهو مجرد عبء وهدر يجب إزالته.

رابعا :الكفاءة القيادية والكفاءة السلوكية :  في مؤسسات اليوم نجد ان جل عمليات التقييم تركز على ( الكفاءة القيادية والمهارات ) ولكنها تهمل تقييم ( الكفاءة السلوكية ) للفرد ومن الضروري التأكد من مهارة القيادة السلوكية للأفراد قبل أن يصبحوا مدراء جودة وهو عنصر مهم للتأكد من ملائمتهم لقيم المؤسسة حتى لا يكونوا سبب في تدمير المواهب والثقافة الداخلية للمؤسسة فالقيادة هي فن التأثير بالناس .

الخلاصة : دائماً ما أردد وأقول ( الجودة إضافة وليست عبء , قلب الأداة وليست استثناء ، وقودها التحسين المستمر وشعلتها  القيادة ومحركها العميل ) والأهم من تطبيق المواصفات هو الإستعداد الجيد لها عبر حُسن إدارة التغيير وإبراز فوائد الجودة وأثرها على المؤسسة اما الانتقال والاتجاة بهدف الحصول على الشهادة فهي بداية نقل الجودة لتصبح مجرد مركز تكلفة وليست ميزة تنافسية .

وللحديث بقية و يمكنك الإطلاع على العديد من المقالات في مدونتنا ومنها : كيف تفكر بفكر الجودة ( هنا ) ،في الجودة أنتبة لهذه الأمور ( هنا ) والكثير من المقالات الأخرى في مجال الجودة .

سجل في نشرتنا البريدية!

سجل في نشرتنا البريدية!

Leave a comment

×