فهد سعيد الحارثي

يقال ” العلم أكثر تحقيقاً عندما يتم تغليفة بتوقعات واقعية ووصف دقيق للمخاطر ” ، والملاحظ ان القدرة على وصف المخاطر باسلوب منهجي قد يكون هو الطريق المختصر لمعالجة الاسباب الجذرية لتلك المخاطر وإيجاد وسائل سيطرة وتحكم مناسبة .

لقد سبق أن بينّا سابقاً أن افضل وسيلة لوصف الخطر هي من خلال التركيز على منهجية ( حدث ، سبب ، أثر ) وهو ما يقوم عليه الوصف الدقيق للمخاطر ،لكن أيضا من المعلومات الجميلة المرتبطة بمنهجية الوصف هو من خلال التركيز على منهجية ( الماضي ، الحاضر ، السلبي ) والتي نستعرضها في الفقرات التالية .

وصف الخطر السلبي (Risk Description – Negative)

هذا هو الاسلوب الغالب على فهمنا لوصف الخطر من خلال التركيز على الجانب السلبي ، و يعني تحليل وشرح التهديدات التي قد تواجه المؤسسة و فهم العناصر التي قد تؤثر سلبًا على تحقيق الأهداف وتحديد كيفية التعامل معها ، ومن الامثله على ذلك :

• تأخر التسليم: قد يتعرض المشروع لتأخر التسليم نتيجة قيود الموارد أو مشاكل التنظيم.
• تقنية قديمة: الاعتماد على تقنية قديمة تؤدي إلى عدم قدرة على التكيف مع التطورات المستقبلية.
• تقلبات السوق: تغيرات في السوق أو التشريعات قد تؤدي إلى تقلبات غير متوقعة تؤثر على نجاح المشروع.
• الاعتماد على مورد واحد: الاعتماد الكبير على مورد واحد قد يزيد من المخاطر في حالة حدوث مشاكل في توفر هذا المورد.
• قلة التواصل: فقدان التواصل الفعّال داخل الفريق قد يؤدي إلى سوء التنسيق والتفاهم، مما يؤثر على أداء المشروع

وصف الخطر في الحاضر (Risk Description – Present Tense)

هذا الوصف مرتبط بوصف المخاطر في الوقت الراهن وتركز المؤسسة هنا على تحليلها وشرحها باعتبارها موجودة حاليًا أو محتملة الحدوث خلال هذه المرحلة ، وهذا يسمح للمؤسسة في فهم الوضع الحالي والقدرة على التعامل معه ووضع الاجراءات الوقائية المناسبة لتخفيف التأثير ، ومن الامثلة على ذلك :

• ضعف الأمن السيبراني: قد يظهر الفحص الدوري لأمان الانظمة ضعفًا في التصدي للتهديدات الأمانية الحديثة، مما يشكل خطرًا على سرية البيانات.
• كثرة التغييرات الوظيفية: قد تغييرات في فريق العمل بسبب القرارات الادارية او الالتزامات الشخصية، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على تحقيق الاهداف وفقدان الكفاءة المناسبة والمعرفة .
  
  تغيير فيالمتطلبات: تغير غير متوقع في المتطلبات، مما يتطلب تعديلات وقد يؤدي إلى تأخير في التسليم او تأخر الجدول الزمني.

وصف الخطر في الماضي( Risk Description – past Tense)

وصف المخاطر باستخدام الزمن الماضي او التجارب السابقة او البيانات التاريخية ، وهذا يعني تحليل وشرح المشاكل أو التحديات التي واجهتها المؤسسة في الماضي و هذا النهج يسمح للقيادة بفهم الدروس المستفادة وكيف تم التعامل مع المخاطر في المراحل السابقة لتحسين الأداء المستقبلي ، ومن الامثلة على هذا النهج :

• تأخير في التسليم: واجهت المؤسسة تأخيرًا في انجاز العمل بسبب مشاكل في التنسيق بين أقسام المؤسسة وتأخر في توفر بعض الموارد الرئيسية.
• تغيرات في المتطلبات: هناك تغيرات في المتطلبات بعد مضي نصف مرحلة التنفيذ، مما أدى إلى إعادة النظر في التصميم والتأثير على الجدول الزمني.
  
  ما هي الدروس المستفادة لمعالجة تلك المخاطر:
  
  تحسين عمليات التواصل: تحسينعمليات التواصل داخل المؤسسة لضمان تبادل المعلومات بشكل أفضل وتجنب التأخير والتضارب بالادوار .
  
  إدارة التغيرات بشكل أفضل: وضع إجراءات أفضل لإدارة التغيرات، بما في ذلك تقديم تقارير دورية حول التغييرات المحتملة وتقييم تأثيرها

الخلاصة

كل تلك المنهجيات هي ادوات مساعدة في وصف المخاطر بشكل صحيح بناءاً على الهدف ، وبدون هدف فمن الصعوبة تحديد المخاطر وتقييمها وسيكون الغموض هو السائد ، وبالامكان الاطلاع على مقالاتنا المرتبطة بهذا الموضوع (7) مقالات تثري معلوماتك حول إدارة المخاطر و لا تسخدم سيفاً في معالجة خطر قد يحل بمقصك “