Skip to content Skip to footer

هل تطبيق نظام الجودة ISO 9001 شرط لنجاح المؤسسة؟

منيب امين شديد
munib_shadid@hotmail.com

هناك بعض التنفيذيين الذين لا يرون حاجة في تطبيق نظام الجودة ( الآيزو 9001) في مؤسساتهم، وان فريقهم الإداري يطبق قواعد او معايير تجعل من إدارة المؤسسة متميزة وأعلى جودة مما يمكن تحقيقه من خلال تطبيق الآيزو 9001 ، وهم يرون في أن السعي للحصول على شهادة الآيزو 9001 وغيرها من المواصفات والإستمرار في إعادة التدقيق والمراجعة لها بصفة دورية هو هدرا للمال وأنه وسيلة لتكسّب جهات التأهيل والاعتماد فقط .


بداية لا بد ان أوضح بأن القيادات الفذة ذات القدرات الإبداعية قادرة بلا شك على وضع قواعد أو معايير إدارية تشرف على تطبيقها وبالتالي تضمن إدارة ذات جودة عالية لمؤسساتها ، لكن التحدي هو أن إستمرار هذه الجودة مرتبط بتوفر قيادة متميزة لكن من جانب اخر فان تطبيق الآيزو 9001 يتطلب من اي ادارة ان تضمن الامتثال لمتطلبات المواصفة والاستمرار في صيانة النظام وذلك حتى تستطيع مواصلة تجديد اعتماد حصولها على الآيزو بصفة دورية .


والسؤال هنا ما الذي يمكن ان تحققة المؤسسة عند تطبيق الآيزو 9001 ؟
1. إن الإمتثال لمتطلبات الآيزو 9001 يرسي قواعد إدارية عالية في الجودة ، حيث ان تطبيق المواصفة تضمن تحديدا واضحا للعمليات وأهدافها المرتبطة بأهداف المؤسسة المنبثقة بدورها من رسالة المؤسسة ورؤيتها.

2. ضمان سلاسة العمليات وتحديد احتياجات الزبائن بوضوح والتقييم الدوري لسلاسل التزويد وتحسينها.

3. يبسّط اجراءات التوثيق ويحسّن ثقافة المؤسسة ويعزز التعامل المهني والتفاعل الإيجابي بين العاملين ببعضهم ومع مرؤوسيهم ومع رؤسائهم. وهذا بدوره يحسن مشاعر الزبائن تجاه المؤسسة وسلوكهم معها.

4. ان هذا الإمتثال يتطلب حسن تنفيذ العمليات ومتابعة وقياس الإداء وتحليل المعلومات واجراء التحسينات اللازمة والتوثيق ومشاركة المعرفة مع المعنيين مما يساعد كل عامل على معرفة دوره بوضوح في المؤسسة، وذلك من شأنة أن يسهم في تحقيق رسالة المؤسسة ورؤيتها.

لذلك يجب عند اتخاذ القرار الاستناد الى كل ما تقدم ، ومعلوم ان القرار غير المبني على التحليل السليم للمعلومات الصحيحة والكافية يقود الى إضاعة الوقت وإعادة العمل واحباط العاملين وإضعاف معنوياتهم. من ناحية أخرى فان القرار المبني على تحليل المعلومات التي تجمع اثناء تنفيذ العمليات واثناء مراجعة الأداء وتحسينه، يقود الى التحسين المستمر في المؤسسة وأدائها ويقودها الى النجاح.


الخلاصة

ان ثقافة المؤسسة لها تأثير بالغ على نجاحها ، ولا شك ان سلوك الإدارة، فعلا لا قولا، له الأثر الأكبر على هذه الثقافة. فالحاجز بين الإدارة والعاملين يفقدهم الإنتماء ويجعلهم يغردون خارج السرب ، ويعتبر تعامل وتفاعل الإدارة مع العاملين عقيدة اساسية في الآيزو 9001، والإدارة معنية بتأسيس نظام الجودة واستدامته، وعليها دعم تطبيق فلسفة خطط – نفذ- راجع – ادخل التحسينات (PDCA) باستمرار فالآيزو 9001 هي أداة بيد الإدارة تستخدمها لتطوير أداء المؤسسة بشكل مستمر، بحيث تضمن انسيابية تنفيذ العمليات وتحسينها وفق(PDCA) ، وحسن التوثيق، وتحسين تنافسية المؤسسة، ورفع معنويات العاملين، وتحسين انتمائهم ونظرتهم الى ادوارهم فيها، وتحسين ثقافتها.

سجل في نشرتنا البريدية!

سجل في نشرتنا البريدية!

1 Comment

  • Post Author
    alertiqa
    Posted ديسمبر 15, 2022 at 9:04 م

    مقال رائع ومثري

Leave a comment

×