م . محمود مرتضى https://www.linkedin.com/in/mahmoud-mortada/

لم تأتى إدارة الجودة كنظام لتغيير نظم العمل بالمنظمة أو بطريقة التعامل مع العملاء، بل هدفت إلى تغيير في أيدولوجيات وثقافات العاملين بالمنظمة ومن ثم إحداث التغيير بالمنظمة نفسها ومبادئها وقيمها من خلال اعتناق مفهوم جديد لما تقدمه الجودة ومدى القيمة المضافة وذلك عبر ما تقدمه كمنتج او خدمة للمجتمع، ولن يتم هذا الا من خلال عملية تغيير عميقة في منظور قيمة العمل الذي يؤديه العاملين بالمنظمة عبر مشاركتهم واعتناقهم لمفهوم جودة المنتج او الخدمة ورضا العميل.

ومن أجل هذا أهتمت إدارة الجودة بمشاركة العاملين في عملية التغيير وفهم الأسباب المؤدية إلى ذلك التغيير الجديد وما الحاجة اليه وما ترمى المنظمة من وراء هذا التغيير، بل أسندت إدارة الجودة هذه المهام الى مهام الإدارة العليا ومن المسؤوليات الواجبة تجاه النظام لضمان تحقيق رؤية المنظمة ويتم مساءلة الإدارة العليا عليها في حالة الإخفاق ، لذلك ونظراً لأهمية مشاركة العاملين فلقد أصبحت المبدأ الثالث من المبادئ السبعة الرئيسية لإدارة الجودة بعد كل من التركيز على العميل و القيادة وقبل منهجية العمليات والتحسين واتخاذ القرار المبنى على الحقائق وإدارة العلاقات.

وحتى يحقق نظام إدارة الجودة الهدف المنشود منه يجب عمل الاتي :

1. مشاركة العاملين في فهم الهدف الذى تسعى المنظمة اليه من خلال هذا التغيير وما النتائج المتوقعة
2. فهم اليات الوصول للتغيير من خلال عملية تغيير قد تشمل تغيير نظم أو إعادة تصميم أنظمة بطريقة مختلفة وقد يشمل التغيير الهيكل التنظيمي بتغيير أدوار تنظيمية او الغاء ودمج البعض وتغيير أنظمة تعيين الموارد
3. ضرورة مشاركة العاملين وبالأخص الإدارة الوسطى من رؤساء الأقسام او المجموعات ومشرفي الخطوط الأولى المتعاملين لفهم طبيعة التغيير والتأكيد على عدم خسارة العاملين الى وظائفهم وإزالة الخوف الذى سيحد من زيادة الإشاعات والادعاءات بمستقبل مجهول الهوية.
4. يجب ربط التغيير المصاحب لإدارة الجودة بما قد يكتسبه العاملين بالمنظمة فللعاملين احتياجات واهتمامات إن أحس العاملون أنها ستكون ضمن إهتمامات الادارة العليا وان المنظمة تضعها هذه الأهداف بغرض تحقيقها حينها سيكون التأثير الإيجابي غير متوقع تجاه ما يبذله العاملون تجاه تطبيق النظام الجديد والتغيير المنشود..

الخلاصة : فى الوقت الذي يشعر فيه المدراء والعاملون بالمنظمة أن التغيير هو إستجابة لمشاكل حقيقية تستحق الجهد والتكلفة في الوصول الى إنهائها وكون التغيير مطلبا حقيقا يمس واقع حقيقي مذرى للآمال ومكلف للجميع يصبح التغيير معتقدا وأيديولوجيا في عقول العاملين وتربح معركة التغيير ضد قوى المقاومة ، وحتى تستزيد حول هذا الموضوع ننصحك بالاطلاع على مقالاتنا السابقة حول 8 مراحل لتطبيق الجودة الجودة من خلال الرابط التالي :https://2u.pw/AZAKlC وأيضا كافة مقالاتنا من خلال الرابط التالي : https://alertiqa.om/blog/

وللحديث بقية