Skip to content Skip to footer

تصنيف المخاطر : The Known-Unknown

فهد بن سعيد الحارثي

ادارة المخاطر تعتمد وتستند اليوم على العديد من الأطر التي يمكن أن تساعد المؤسسات على تفعيل وإدماج المخاطر في كافة عمليات المؤسسة ، و تصنيف المخاطر هو خطوة حيوية في هذه العملية ، مع التأكيد أنه لا يوجد إطار معياري موحد لتصنيف المخاطر لكن تعمل المؤسسات على أستخدام أطر عمل مختلفة يتم من خلالها تحديد الاحتمالية والأُثر وفقا لطبيعة عمل المؤسسة و تعقيد عملياتها .

ما هو إطار (The Known-Unknown)

أحد الأطر التي لفتت إنتباهي خلال الفترة الماضية هو إطار ” (The Known-Unknown) ” ، وحظي بشعبية أكبر من خلال دونالد رامسفيلد وزير دفاع الولايات المتحدة سابقا خلال أزمة الرهن العقاري ، ويصنف هذا الإطار المخاطر بناءً على ما هو معروف وغير معروف ، مع التأكيد ان الإطار بحد ذاته لم يتم إبتكارة من قبل رامسفيلد ولكن كان موجود سابقا ضمن ما يسمى (Johari Window) وما يميزة من وجهة نظري هو سهولة تصنيف المخاطر خاصة لغير المتخصصين بها .

يمكن تعريف إطار العمل (The Known-Unknown) بأنه عبارة عن مصفوفة تساعد في تصنيف المخاطر بناءً على المعرفة المتكونة لدينا بمعنى أن هذا الإطار يقر بوجود بعض المخاطر التي لا يمكننا اكتشافها بغض النظر عن مدى اجتهادنا وبحثنا وحجم المعلومات التي نملكها لذلك سوف نستعرض تصنيف المخاطر وفقا لهذا الإطار والتي تنقسم الى (4) أنواع وهي:

تصنيف المخاطر حسب (The Known-Unknown)

اولاً : المخاطر المعروفة المعروفة (Known Known Risks) : يعتبر هذا النوع هو الأسهل في عملية ادارة المخاطر ، فالمنظمة هنا تعرف بوجود هذه المخاطر وتعرف احتماليتها وتاثيرها ولذلك من السهل إدارتها وإتخاذ القرار المناسب بشأنها – مثال على ذلك – احتمال فقدان الشركة بعض عملائها لمصلحة منافسيها وهو خطر بديهي يمكن تحديد احتماليتة بشكل معقول وتأثير هذه الخسارة على البيانات المالية للشركة .

ثانياً : مخاطر مجهولة – معروفة ( Known Unknown Risks ) : تسمى هذه المخاطر بالمجهول المعروف لأن المنظمة تدرك وجود مثل هذا الخطر ومع ذلك وفي الوقت نفسه فإن المنظمة لا تستطيع تحديد مدى احتمالية أن يؤثر هذا الخطر عليها و لا يمكنهم تحديد تأثير هذه المخاطر على أعمالها إذا وقع – مثال على ذلك – الدعاوي القضائية فالمؤسسة تدرك أنها هناك احتمال دائم أن تتعرض لدعوى قضائية بسبب سوء السلوك المتعمد أو الإهمال لكن من الصعب قياس احتمالية وقوع مثل هذا الحدث بالإضافة إلى أن التأثير المالي يكون بسيط وقد يكون كارثي .

ثالثا : مخاطر مجهولة – مجهولة (Unknown Unknown Risks ) : هذ النوع هو أخطر أنواع المخاطر بسبب أن المؤسسة قد لا تدرك وجود مثل هذا الخطر ولا تستطيع رصد احتماليتة وتاثيرة ويكون له تأثير كبير جدًا قد يصل إلى تعريض وجود المنظمة للخطر – مثال على ذلك – فيروس كوفيد-19 فمن كان يتنبأ بوقوع مثل هذا النوع من الخطر أو تاثيرة وهنا تبدأ كافة السياسات المتخذة بالفشل بسبب ظهور ما هو غير متوقع تماماً ، لذلك دائماً ما تحتاج الشركات الى خطة إستمرارية أعمال لمثل هذا النوع من المخاطر وأيضا سياسة تصعيد ومنهجية التعامل معه عند حدوثة .

رابعاً : مخاطر معروفة – مجهولة (Unknown Known Risks): هذا النوع من المخاطر ينشأ بسبب إهمال المؤسسة – مثال على ذلك – الشركات تتوقع أن توجة مشاكل بالافراد او نقص المهارة او تغييرات السوق ، لذلك الاعتقاد بأن حدثًا ضارًا مثل هذا لن يحدث أبدًا هو إهمال من جانب الشركة وثقة زائدة بالنفس وهذا ينعكس في إهمال بعض المؤسسات في تفعيل أقسام المخاطر نتيجة الاعتقاد بانها مجرد ترف خاصة الحكومية منها .

الخلاصة .

تختلف الصناعات والخدمات وطبيعة العمليات وتعقيدها في مختلف الجهات ، وما هي الإطر المستخدمة ، لكن هذا الإطار يشكل جانب عملي مبسط وجميل في تصنيف المخاطر بناء على ما هو معروف وما هو غير معروف ، وأن التحدي الذي يواجه الشركات التي تتطلع إلى تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى هو فهم أفضل لمعلوماتها حول المخاطر المعروفة والمجهولة المعروفة ، والأهم من ذلك هو توفر خطط لحالات الطوارئ في حال حدوث المخاطر المجهولة .

المراجع .

المراجع : The Known-Unknown Classification of Risk ، كما يمكنك قراءة مقالتنا المرتبطة بالمخاطر وهي : المخاطر في نظام (DeFi) “التمويل اللامركزي” و المخاطر وسنام الجمل

سجل في نشرتنا البريدية!

سجل في نشرتنا البريدية!

Leave a comment

×