Skip to content Skip to footer

بين السرعة والانتظار

فهد بن سعيد الحارثي

كم مره وجدت نفسك مُطالب بانجاز الأعمال بشكل عاجل ومستعجل ، وتسخّر الجهود والوقت لإنجاز ذلك العمل المستعجل لكنك تُفاجئ بعد تسليمه أنك سوف تنتظر كثيراً دون أن يتحقق شي ، او حتى ان يتم الاستفاده من ذلك العمل .

إن كنت قد مررت بذلك فان هذا المصطلح يسمى ب Hurry up and wait syndrome او متلازمة السرعة والانتظار وهو يشير ألى أن الشخص أو المجموعة يطلب منهم أن يتصرفوا بسرعة ويكونوا جاهزين للتحرك أو العمل، ولكن بعد ذلك يجدون أنفسهم في انتظار طويل لفترة من دون أن يتم الاستفادة من جاهزيتهم ، يشمل هذا الوضع غالبًا الإجراءات البيروقراطية أو التأخيرات في القرارات التي تؤدي إلى فترات طويلة من الزمن دون إنجاز أي شيء ملموس..

قرأت عن هذا المصطلح في إحدى مقالات هارفرد بيزنس ريفيو وأسقطه هنا مباشرة على تطبيقاتنا لادارة المخاطر وادارة الجودة ، فنجد أنه يتم الاستعجال في تطوير خطة طوارئ لمواجهة المخاطر المحتملة او الكوارث ويتم الضغط على فرق العمل ، لكن في المقابل قد نجد أنفسنا في انتظار تأكيد الموافقة على التمويل لتلك الخطة أو الاستجابة من الجهات المختصة أو حتى تنفيذ التدريبات الوهميه، ما يترتب عليه أن تصبح تلك الخطة حبيسة الادراج .

أيضاً عند تحديد المخاطر البيئية او تلك المخاطر على المستوى الوطني ويتم الضغط على فرق العمل ببذل الجهود لتصطدم لاحقا بالاجراءات البيروقراطية والتحديات التنظيمية ، والامر قد ينطبق على الجودة فتجد أن الجهة قد تضغط باتجاه تطبيق الجودة لتحسين العمليات وزيادة رضا العملاء فتجد البيروقراطيه طريقها بين المستشارين او القيادات فيتعطل النظام ويبدأ بالتراجع أمام قدرة البيروقراطية على الانتصار .

لذلك يجب هنا أن نؤكد على سلبيات هذا الجانب وأن الاستعجال يجب أن يتبعه وضوح مسار التنفيذ وتحديد للمخاطر المتوقعه وكيفية التعامل معها ومحاولة تجنب السلبيات والتي من بينها :
1. ضياع الوقت والموارد

2. انخفاص رضا العاملين لاحساسهم بعدم تقدير جهودهم بسبب التأخيرات والاستجابة البطيئة، وقد يفقدون الحماس والدافع للعمل بكفاءة.


3.فقدان الفرص في التحسين من خلال التردد والتاخير والبيروقراطيه


4.ضعف الانتاجية انخافض الكفاءة بين الموظفين بسبب عدم تحقيق أقصى استفادة من وقتهم ومواردهم وبسبب عدم اليقين وعدم الاستقرار في العملي

الخلاصة أن طبيعتنا البشرية دائماً ما تميل إلى الاستعجال الى كثير من الامور في حقيقة أمرها قد لا تمثل قيمة في الوقت الراهن ولكن نتيجة ضعف التخطيط وتحديد الأولويات وكما قيل العمل الجيد يتطلب الوقت، لكن الوقت لا يعني شيئاً إذا كنت تنتظر طويلاً دون عمل.

سجل في نشرتنا البريدية!

سجل في نشرتنا البريدية!

Leave a comment

×