أميرة بنت احمد الزدجالية
كثيراً ما نتساءل ما هي وظيفة سنام الجمل وما هو المغزى من وجوده ،فلقد جعل الله عز وجل لسنام الجمل وظيفة حيوية مهمة وهي تخزين الطاقة في حالة ندرة وقلة الغذاء الذي يحتاجه ، لذلك يستطيع الجمل العيش لمدة اشهر دون طعام بفضل وجود السنام ويعتبر هو المخزون الاحتياطي للجمل عند حدوث الطوارئ وتفاديا لأي مخاطر محتملة قد تؤدي لنقص الغذاء او حدوث ظروف أخرى.
وإذا ما أسقطنا ذلك على المنظمات اليوم وخاصة في مجال إدارة المشاريع نجد أن هذه المؤسسات يجب عليها أن تفكر باستراتيجية سنام الجمل في التعامل مع المخاطر بفكر إستباقي حتى تستطيع الاستمرار في عملياتها التشغيليه وتحقيق أهدافها عند مواجهتها لاي نوع من المخاطر المحتملة وتكون قادرة على التعامل مع الأزمات و الكوارث الطارئه التي قد تعصف بها سواء كانت اقتصادياً او مالياً او سياسياً او بيئية … الخ .
لكن السؤال المطروح هنا على من تقع مسؤولية إدارة المخاطر بالمؤسسة ؟ وكيف تتمكن من الاستعداد والجاهزية لما يمكن أن يحدث ؟
عند التفكير بأفضل الممارسات نجد ان تفعيل ادارات واقسام المخاطر ومنحها المسؤولية المباشرة عن هذا الدور هو الأصل وذلك بمساندة الادارة الاستراتيجية وأقسام التخطيط وأيضا ًالجوده من اجل تمكين وتوظيف جميع الموارد سواء كانت بشريه او ماليه او معدات واجهزه حيال الاستعداد لأي طارئ من الممكن ان يعيق المنظمة من تحقيق اهدافها واتخاذ الاجراءات التصحيحية عند ظهور الانحرافات مع التأكيد على دور القيادة في إدماج المخاطر في كافة عمليات المؤسسة.
وإذا ما عدنا للسنام نجد أنه يجعل الجمل يتكيف مع مختلف البيئات التي قد يواجهها ، وإذا ما عكسنا ذلك على المنظمات نجد انها يجب عليها تطبيق نوعين من مناهج الادارة الحديثه الا وهما :
- الادارة الرشيقه : وهو نهج طويل الأجل يسعى بشكل منهجي إلى إدراك وتوقع المتغيرات المستقبلية للتعامل معها منذ الأن بغرض تحقيق تغييرات صغيرة وتدريجية في العمليات من أجل تحسين الكفاءة والجودة والغرض الأساسي منها هو إنتاج قيمة للعميل مستقبلا وضمان الاستمرارية
- ادارة المخاطر : وهي مجموعة من الأنشطة المترابطة المتفاعلة فيما بينها بنهج إستباقي تهدف الى تحديد كل ما من شأنه يعيق تحقيق الأهداف ومعالجتها والتعامل معها .
لذلك يجب على المنظمات الا تكتفي فقط بإدارة المخاطر بل يجب عليها العمل بشكل مستمر وصولا لادارة المخاطر الذكية والتي تهدف ليس فقط للحفاظ على القيمة المؤسسية ولكن ايضا السعي لخلق قيمة للمؤسسة عبر منهجية الادارة الرشيقه حتى تضمن مواصلة عملياتها التشغيليه تحت مختلف المتغيرات عبر ترجمة تلك المنهجيات إلى سياسات وعمليات تهدف في نهاية الأمر الى ضمان تحقيق المؤسسة لأهدافها .
الخلاصة: أشارت الدراسات والبحوث بأن المنظمات التي تطبق منجهيات الادارة الرشيقه وادارة المخاطر والازمات كانت لها قدرة عاليه على مواجهة ازمة انتشار جائحة كوفيد ١٩ واستمرار عملياتها التشغيلية دون انقطاع وايضا قدرتها على التكيف مع الاجراءات الإحترازية التي وضعتها الدول للتعامل مع الجائحة ، بل على العكس زادت نسبة نمو ارباح ومبيعات بعض الشركات خلال تلك الفترة بسبب حسن إدارتها لاقسام المخاطر وجاهزيتها للتعامل والتكيف مع الازمة.
بامكانك الإطلاع على مقالة : الجودة المدركة والمخاطر المدركة من خلال الضغط هنا ، ومقالة كيف تبدأ رحلة المخاطر في مؤسستك من خلال الضغط هنا .