Skip to content Skip to footer

الجودة والتغيير – فهم التغيير من أوليات تطبيق نظم الجودة

مهندس \ محمود مرتّضى https://www.linkedin.com/in/mahmoud-mortada/

تطبيق نظام إدارة الجودة في المؤسسات يتم عبر مجموعة من المراحل ، تبدأ من خلال تقييم ودراسة وتحليل النظام الحالي وتحديد أوجه القصور والفجوات التي تؤدى الى عدم تحقيق رضا العملاء ولبحث عن أسباب القصور أو التحديات في تحقيق أهداف المؤسسة بصفة عامة وصولا الى مرحلة لاحقة يتم فيها التخطيط لنظام جديد يشمل كافة العمليات والأنشطة بالمؤسسة بما تتضمنة من مراحل لكل عملية والتنفيذ والرصد والمراقبة والتحليل وصولا الى مرحلة التحسين فالتحسين المستمر .

إذا ما نظرنا الى ما سبق فإن كل هذا الجهد قد يضيع سدى إن لم يتم إحداث تغيير حقيقي بالمؤسسة وأي نظام الجديد يحتاج الى (تغيير) يتم تبنيه من الإدارة العليا ورعايته تحت نظرها والسماح له بالنمو وسط بيئة صالحة محفزة تدعم هذا (التغيير) نحو الأفضل وتقنع العاملين بفوائدة وكل ذلك من شأنه أن يدعم النظام الجديد في إظهار ما لديه من نتائج وقدرات والتي بدورها تحتاج الى دعم كافة العاملين بالمؤسسة والسعي لتحقيق هدف واحد مشترك وليس تحطيم الجهود والانتصار لوجه نظر معينة ضد التوجه العام بالمنظمة.

لذلك فإنه من الواجب علينا حين نطرح نظاماً جديدا يهدف من خلاله الى تحقيق الجودة المطلوبة أن نعي أن نجاح الأنظمة الجديدة يجب أن يمر من خلال عملية تغيير كبيرة يتم إعدادها من خلال ما يعرف بــــــــــ إدارة التغيير.

وإستنادا لما سبق ولتحقيق التغيير المطلوب يتطلب من الإدارة العليا الدعم الكامل لإدارة التغيير والعمل من خلال منهجيات وممارسات مخطط لها تساهم بدورها في تهيئة البيئة الداخلية لإحداث التطور المطلوب عبر جميع الإدارات وعلى رأسهم ( إدارة الجودة ) ، فالتغيير ليس حدث واحد في إطار نظام الجودة، بل هو عملية انتقالية ذات أحداث متعددة ومتنوعة في جميع مراحل تطبيق نظم إدارة الجودة ومن خلاله يتم دعم الهدف المرجو بتهيئة البيئة والعاملين فننتقل العملية من الحالة الحالية الى الحالة المستقبلية ومن ثم تنتقل المنظمة الى مكانتها المرجوة.

كما أنها أيضا عملية متغيرة بتغيير طبيعة عمل المؤسسة أو العمليات وإجراءات التغيير وطرق الوصول الى الهدف المرجو من حيث إعادة هندسة الإجراءات، ام تطوير الإجراءات، ام تحديث لإجراءات غير مكتملة كما تتغير عملية التغيير من حيث الأدوات والعوامل الداخلة في التغيير من حيث التقنيات والتكنولوجيا وتغير أو استحداث أدوار وظيفية بالمنظمة كما يؤثر على إدارة التغيير البعد الجغرافي والأعراف الثقافية وتاريخ الشعوب ومستويات التعليم والفكر لدى المشاركين بالتغيير.

إذا ما أخذنا بالاعتبار ما سبق فإن ( التغيير ) يبدأ بالظهور عند البدء في التخطيط الإستراتيجي لمستقبل المنظمة فيحدد التخطيط الإستراتيجي (الرؤية) المستقبلية للمنظمة بما يشملها من تطلعات لمستقبل أفضل وتحقيق الفائدة العامة للمعنيين والمشاركين بالمنظمة وهذا المستقبل الأفضل يلزم عمل تغيير حقيقي للحالة الحالية للوصول اليه بأقل وقت وأقصى جهد وبأقل مخاطرة ممكنة لتحقيق الرؤية المرجوة، وكلما كانت الرؤيــة واضحة وقابلة للتحقيق وملهمة للإبداع كان توجه المنظمة أسهل في تحقيق المنافع المتوقعة والوصول الى الأهداف المرجوة.

لذلك سيكون مقالنا القادم حول ( الرؤية مصباح التغيير ) وهي سلسلة سوف تساعد المختصين في مجال الجودة لفهم الكثير من التحديات ، ويمكنك الإطلاع على مقالاتنا السابقة بعنوان في الجودة ، أنتبة لا تفعل هذه الأمور من خلال الرابط التالي : في الجودة ، أنتبه لهذه الأمور (2) Alertiqa وايضا في الجودة ، أنتبه لهذه الأمور (1) Alertiqa

سجل في نشرتنا البريدية!

سجل في نشرتنا البريدية!

2 Comments

  • FAHAD ALHARTHY
    Posted ديسمبر 24, 2022 at 9:06 م

    مقال مثري ، وفعلا ادارة التغيير هي الأساس وهناك منهجيات مثل ADKAR يمكن ان تساعد في ذلك ، شكرا للمشاركة مهندس / محمود

  • Ahmed
    Posted ديسمبر 24, 2022 at 9:09 م

    شكرا جزيلا في الحقيقة مقال مفيد جدا

Leave a comment

×