Skip to content Skip to footer

الجودة وإستراتجية الاندفاع

فهد بن سعيد الحارثي

يعتمد نجاح القرار على أمرين مهمين وهما المعلومات المتوفرة، والعقل الذي يصنع القرار “لذلك تعرف الأدارة بمفهومها الحديث بانها” علم وفن “حيث لا يمكن للعلم وحده أن يجعل قراراتك صحيحة ولا عبر الخبرة والممارسة وحدها فأنت تحتاج للأثنين معا لاتخاذ قرار فعال.

في عصرنا الحالي برزت عدة استراتجيات وانماط لعملية صنع القرار ولعل أبرزها وأفضلها وهو أحد مبادئ إدارة الجودة” القرار المبني على الحقائق “والمستند على مجموعة من النتائج والاحصاءات واراء الاطراف المعنيين أخذا بالاعتبار قدرة المؤسسة وإمكانياتها ومدى توفر الموارد اللازمة لتنفيذ ومراقبة ذلك القرار، لكن على النقيض تماما نجد أن أكثر الاستراتجيات الشائعة حاليا لصناعة القرارات هي (استراتيجية الاندفاع) وذلك عبر اتخاذ أول قرار يظهر على أنه القرار المنطقي، دون النظر إلى أي معلومات أخرى او حقائق وقد يكون بسبب شكوى فردية، او حالة استثنائية او نتيجة طبيعية لنوع الإدارة بالمؤسسة، والسؤال المطروح هنا هو” لماذا إستراتجية الاندفاع “؟

من خلال الملاحظة فذلك يعود لعدة أسباب، أولها هو أسلوب عمل” الصوامع “أي أن هناك إدارات منفصلة عن بعضها البعض رغم أنها تعمل في نفس الهيكل وتسعى لتحقيق ذات الرؤية والأهداف، ثانيا قلة البيانات وضعف المعلومات الداعمة لاتخاذ ذلك القرار، ثالثا وهذا الأهم هو عدم وجود مهارة اتخاذ القرار وعدم الأخذ بالاعتبار من سينفذ؟ كيف سيتم التنفيذ؟ من سيقوم بالقياس؟ ما هي النتائج؟ وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف إلى إحداث نوع من الإزدواجية بالادوار وارتفاع حدة الصراعات الداخلية وفشل تلك القرارات في تحقيق التغيير أو التحكم المنشود.

في نظام إدارة الجودة نجد أن عملية صناعة القرار تعتبر جزءا أساسيا من النظام وذلك عبر تحديد مسار واضح لعملية صناعة القرار المبني على الحقائق إستنادا إلى بيانات ومعلومات محدثة مع ضرورة تحديد الأهداف والمؤشرات التي تم استخدامها في صناعة ذلك القرار وتوثيقها وتدريب الموظفين عليها بهدف الغاء رد الفعل الاندفاعي في منهجية اتخاذ القرار والاعتماد على النتائج والحقائق ويساعد هذا النهج على تحسين جودة القرارات المتخذة وزيادة كفاءة المؤسسة وتحقيق الأهداف.

الخلاصة، نحن نرى عشرات القرارات اسبوعيا أو شهريا التي يمكن تصنيفها قرارات موقفية عشوائية بلا هدف أو معنى، ولا تتم مراقبتها وقياسها أو حتى تنفيذها، والنتيجة النهائية ان التحديات مستمرة والاخطاء متكررة والجودة عاجزة عن التحسين والتحكم في تلك القرارات المتضاربة داخل النظام الواحد، لذلك يقول ديل كارنيجي” ان نصف القلق الموجود في العالم بسبب أناس يحاولون اتخاذ قرارات قبل ان يكون لديهم المعلومات “.

كما يمكنك الاطلاع على مقالاتنا التالية : مخاطر القرار ، فن مفقود و عاشت الشهادة وماتت الجودة .

سجل في نشرتنا البريدية!

سجل في نشرتنا البريدية!

Leave a comment

×