Skip to content Skip to footer

إدراك المخاطر Risk perception

فهد بن سعيد الحارثي

يقول برايان تريسي (القلق من المخاطر يعوق النجاح أكثر مما تفعل المخاطر نفسها ) ويعود ذلك إلى درجة التقييم والتفاعل مع المخاطر في بيئات العمل المتغيرة باستمرار او درجة فهم الأفراد للخطر والقرارات ألتي يتخذونها نتيجة التأثّر إما بخبرة شخصية سابقة أو المعرفة المتراكمة أو حتى القيم الشخصية والمؤسسية السائدة وصولاً لتأثير السياق الاجتماعي، وهو ما يدفعنا للأيمان أن علم المخاطر شأنه شأن العلوم الاخرى مرتبط بعلم الاجتماع والنفس وغيرها من التخصصات .

إن ادراك المخاطر يعتبر ركيزة أساسية وحيوية في صنع القرارات الرشيدة، فهو يُشكل النقطة التي تفصل بين التجاوب والتفاعل الفعال مع المواقف الصعبة، وبين التهور والتجاهل العشوائي للمخاطر المحتملة ، وهذا يحمل في طياته الكثير من التأثير السلبي أحياناً عند تحديد المخاطر وتأثير التحيّزات والمعارف السابقة على مجموعة من العناصر منها – على سبيل المثال -:

  • جودة القرارات : ادراك المخاطر يؤثر على كيفية تقييمنا للخيارات المتاحة حول المخاطر ، وقد يؤدي ذلك إلى تجنب الأنشطة أو السلوكيات ذات المخاطر العالية بناءً على الرغبة في تجنب الضرر المحتمل فقط دون حساب تكلفة الفرصة وقيمتها ومدى تناسبها مع توجهات المؤسسة .
  • الاتصال والتواصل : يمكن أن يؤثر ادراك المخاطر على كيفية تواصلنا حول المخاطر ودرجة استجابتنا للمعلومات، فمن الممكن أن يتغير تصور الأطراف المعنية للمخاطر استنادا إلى التواصل العام والمعلومات المتاحة.
  • التحفظ او الجرأة : قد يؤثر إدراك المخاطر على نوعية عقليات الأفراد (Risk Attitude) داخل المؤسسة ما بين باحث عن الخطر Risk seeker او متجنب للخطر Risk averse او حتى من يتحمل الخطر Risk tolerant.

لذلك علينا أن نسأل أنفسنا ما تأثير Risk perception عند تحديد وتقييم المخاطر داخل المؤسسة؟ والإجابة بالطبع سوف تتأثر جودة القرارات الإدارية نتيجة تحيز الإدراك وسوف تتأثر الخطط الاستراتيجية والتشغيلية ودرجة تحقيق الأهداف ، أو حتى قد تكون إيجابية تؤدي إلى تحسين التخطيط للطوارئ داخل المؤسسة حيث يمكن للمؤسسة تحديد المخاطر المحتملة ووضع خطط للتعامل معها بناءً على هذا الادراك ، ولكن من سلبيات هذه الإدراك أيضاً هو تهويل بعض المخاطر او تضخيمها او عدم التوازن بين التحليل العقلاني للمخاطر وبين الخوف الزائد منها وللتعامل مع ذلك ولتقليل أثر هذا الإدراك عليك كمدير او مسؤول للمخاطر بالاتي :

  • التوعية : توفير التوعية والتدريب المناسب حول كيفية تقييم وإدارة المخاطر بشكل فعال وطرح أمثلة عملية حول كيفية تحليل المخاطر وتحديدها وتقييمها بشكل مناسب .
  • التواصل الفعال : عليك كمسؤول للمخاطر بالتواصل المستمر والفعال مع الموظفين والأطراف المعنية وشرح متغيرات المخاطر وفهم وجهات نظرهم حول المخاطر من زاوية معارفهم ومعتقداتهم .
  • التحليل المنطقي : شجّع كمدير للمخاطر على التحليل المنطقي وموازنة الخطر والتفكير بشكل واقعي بما يتناسب والمعلومات والمعطيات الحالية ( ركّز على جودة المعلومات ) .
  • المسيّر الفعال : لا تترك الحبل على الغارب كما يقال ، لكن أعمل على تسيير ورش العصف الذهني وادارة الحوارة عند تقييم المخاطر ، شجع على التفكير المنطقي والعقلاني .
  • التقييم والمراجعة : قم بتنفيذ مراجعة وتقييم دوري لأداء المخاطر، أعمل على تحديث الخطط والسياسات بناءً على الاستجابة والمتغيرات .

الخلاصة .

إدراك المخاطر يؤثر على سلوكياتنا وقراراتنا، ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي أو سلبي وعند تحديد وتقييم المخاطر يجب أن نفهم جزء من خلفيات وتاريخ الافراد المشاركين ، وما هي القيم المؤسسية والشخصية والمعارف والخبرات السابقة التي توجهم وأن نكون حريصين على تجنب أي إدراك سابق يمكن أن يؤثر على قدرتنا في تقييم الخطر الحالي ، وصحيح أن الخبرة أمر مهم ولكن العالم والسياق متغير وشدة المخاطر نفسها تتغير بتغيير التكنولوجيا والأدوات والتطور والمواد التي نتعامل معها .

يمكنك أيضاً الإطلاع على العديد من مقالاتنا عن المخاطر من مثل : وصف المخاطر – (3) منهجيات مساعدة و ادارة المخاطر وحاجز عدم اليقين و لا تسخدم سيفاً في معالجة خطر قد يحل بمقصك “

ادراك المخاطر Risk perception

سجل في نشرتنا البريدية!

سجل في نشرتنا البريدية!

×